شرق في الليل

كنت أتسكع مع ذاكرتي
مليئا بالأشباح
وكهولة طفولتي
لا تعنيني غيمة في سماء
ولا إمرأة عبرت شرودي
أعدّ السيارات التي تزأر
وأراقب السائقات اللواتي
يتزين أمام إشارات المرور
أمشي ثُمّ أمشي
أرشف الوحل الذي تكدس
على شفاه طفولتي
:ألوح كعجوز صار كالمنفى وأذكر
أنا أتيت من الشرق
ْمن الجدران
من الناس الذين يجترون الصلوات ويموتون خوفا
من الأغطية المفروضة على رؤوس النساء
من الرجال الذين يحرّمون
الأشياء التي نحلم بها
ويفعلونها خلف الستائر
من جمع المذكر "غير السالم"
من أقفاص الطغاة الذين
يؤمنون أنهم سيعيشون "إلى الأبد
من التلال المكتئبة
من الأزهار الخائفة
من رجال يتروجون أربع نساء
ويزورون بيوت البغاء في الليل
من التنفس بشروط
من الشرب بإذن
من هناك أتيت
حيث الهرة تخاف من الفأر
الأفعى تهرب من الصرصار
المرأة تتفحص سلامة بكارة إبنتها
الشرطي يبيع رُخصا للنوم
من اليأس الذي يلفُّ القلوب وينام


لندن 6 حزيران 2003