رماد وذكريات
رماد ذكريات
حين تغيب في ذكريات بلدْ
بلدْ
حاولت أنْ تحبه..وحاولت مجدّا أن تبتكر وسائلا للهروب.. لكي تنسل منه!!
حاملا أرقكْ، وجع نومكْ، لهيب وريقات أحلامكْ وأطفال روحكْ...
بنتٌ تلوح لعينيك بعينها
جزيرة تمّد أصابعها للبحر
عينان تغني للغروب..
وطفلة تمشي على راحتي طيفك وتقرأ آيات إلحادها على غيابك..
تغلق أبوابكْ للصيف وتفتحها للقناديل المطفئة، للمراكب المثقوبة بإزميل الحنين!!!
البلد الذي طار من بين الأوراق نام بين جدران الغياب.
تنتقل الآن للغرف المتكئة على رماد الذكريات وتمشي كما مشيت كل مساء على "أتوستراد الزراعة" خائفا من حجارة الرصيف أن تسمع همسات تأففك وصراخ عدم الرضى في عينيك..
كم هربت من شارع إلى شارعْ لتهرب من تأففك أو لتهرِّب شخصا احتمى بطقوس خوفكْ!!
تمرُّ أسماء عابرة على الطريق ويزداد خوفكْ منكْ
منكْ أنْ تكون شاهدا ضدا نفسكْ حين تقع عليك تهمة الإنتماء لأحلامكْ، تهمة الإنضمام لجماعة تأخذ من الحب الها والرغبة في الحياة هدفا!!
هناك يسألك الشبح القادم من صحراء عمرك:
بطاقة عضويتكْ
اسمك الحركيْ
وألوان رفاقك
فتخاف من أنْ تتعرف عليكْ!!
فتتسلق على سماق دخانكْ وتفتش عن لون فيك لتغير من ملامحكْ وتفكر:
كم كنت خائفا، حين تتمشى على شارع "الجمهورية"، وأنت تفكر بالجمهورية التي لم تولدْ وبجانبك ظلكْ خائفا من ظلّه وخائفا عليك من أن تسمعك نفسك فتبصقك مغامرتك على قبور عظامكْ..
وكم كنت تخاف أنْ تبوح لأفكارك بأسرار أفكاركْ فتنمو الحشائش على رطوبة نظركْ
وتمتد يديك لتقتلع كلماتك من أذن الجدران حولكْ
وتشتري الصمت من قلبكْ
لأنكْ
بدون خوفكْ
سوف تُقتلع أسنان عمركْ
خلف أقفال فرضت لفرض قبولكْ
وتزيين طاعتكْ
لأولياء أمركْ وأمر دمكْ.
وإنْ تدفق نبع تمردكْ
وقادتك أنهار سخطكْ لغرف خوفكْ وغرقكْ إلى ما بين يدي شبح صحراء بلدكْ
فتغرق في سنين غيابكْ وتنسى تفاصيل حبكْ أمكْ
وحين تعود من ثبات سنينكْ
تفتش عن ملجأ لهروبكْ
من ضياع سنينكْ
ومن ضياع دموع أمكْ
والآن
يأتيك بلدكْ
محمولا على كرسي متحرك
تدفعه الريح المنبعثة
من تدافع فوضى إنهيار خشباتهْ
ومن انبعاث روائح بقايا طوائفهْ
والآن تأخذك الذكرى
لخوفكْ
كأنك مرة أخرى
جالس على مقهى "دوار الزراعة"
تدخن ألم أحلامكْ وتراقب ملابس الطالبات المسرعات إلى الجامعة..
والعائدات من تنظيف توابيت حريتهن
وتشاهد أقلام "حراس الوطن" تصف إتجاهك وتولد رعبا في رعبكْ!!
وعلى مقهى "دوار الزراعة" كان سمك خيالكْ يسبح في دخان رحيلكْ
ومن دخان سيجارة صديقتك، يأخذك دوار في مقهى برليني فتحدثها عن خوفكْ من دخان احتراق آخر كلمات على سطح الوطن، الذي تركته أو ترككْ، وهو يتهاوى بين جيوب "حراسه"..
وكل ما يمكن أن تفعله، أن تتذكره وأنت خائفا من أية كلمة قد تخرج تلقائيا وأنت جالس في مقهى على دوار الزراعة في المدينة التي تخاف أن تبوح بجمال بحرها..
وأنت الآن جالس في مقهى ملونا بثلج برلين تتحدث لها عن خوفكْ من أن يكون "العودة لوطنكْ" التي حلمت بها كثيرا وأنت نائما على بطنها من أن تكون فقط عودة لحضور جنازته...
اللاذقية98- برلين 2006-01-05
حين تغيب في ذكريات بلدْ
بلدْ
حاولت أنْ تحبه..وحاولت مجدّا أن تبتكر وسائلا للهروب.. لكي تنسل منه!!
حاملا أرقكْ، وجع نومكْ، لهيب وريقات أحلامكْ وأطفال روحكْ...
بنتٌ تلوح لعينيك بعينها
جزيرة تمّد أصابعها للبحر
عينان تغني للغروب..
وطفلة تمشي على راحتي طيفك وتقرأ آيات إلحادها على غيابك..
تغلق أبوابكْ للصيف وتفتحها للقناديل المطفئة، للمراكب المثقوبة بإزميل الحنين!!!
البلد الذي طار من بين الأوراق نام بين جدران الغياب.
تنتقل الآن للغرف المتكئة على رماد الذكريات وتمشي كما مشيت كل مساء على "أتوستراد الزراعة" خائفا من حجارة الرصيف أن تسمع همسات تأففك وصراخ عدم الرضى في عينيك..
كم هربت من شارع إلى شارعْ لتهرب من تأففك أو لتهرِّب شخصا احتمى بطقوس خوفكْ!!
تمرُّ أسماء عابرة على الطريق ويزداد خوفكْ منكْ
منكْ أنْ تكون شاهدا ضدا نفسكْ حين تقع عليك تهمة الإنتماء لأحلامكْ، تهمة الإنضمام لجماعة تأخذ من الحب الها والرغبة في الحياة هدفا!!
هناك يسألك الشبح القادم من صحراء عمرك:
بطاقة عضويتكْ
اسمك الحركيْ
وألوان رفاقك
فتخاف من أنْ تتعرف عليكْ!!
فتتسلق على سماق دخانكْ وتفتش عن لون فيك لتغير من ملامحكْ وتفكر:
كم كنت خائفا، حين تتمشى على شارع "الجمهورية"، وأنت تفكر بالجمهورية التي لم تولدْ وبجانبك ظلكْ خائفا من ظلّه وخائفا عليك من أن تسمعك نفسك فتبصقك مغامرتك على قبور عظامكْ..
وكم كنت تخاف أنْ تبوح لأفكارك بأسرار أفكاركْ فتنمو الحشائش على رطوبة نظركْ
وتمتد يديك لتقتلع كلماتك من أذن الجدران حولكْ
وتشتري الصمت من قلبكْ
لأنكْ
بدون خوفكْ
سوف تُقتلع أسنان عمركْ
خلف أقفال فرضت لفرض قبولكْ
وتزيين طاعتكْ
لأولياء أمركْ وأمر دمكْ.
وإنْ تدفق نبع تمردكْ
وقادتك أنهار سخطكْ لغرف خوفكْ وغرقكْ إلى ما بين يدي شبح صحراء بلدكْ
فتغرق في سنين غيابكْ وتنسى تفاصيل حبكْ أمكْ
وحين تعود من ثبات سنينكْ
تفتش عن ملجأ لهروبكْ
من ضياع سنينكْ
ومن ضياع دموع أمكْ
والآن
يأتيك بلدكْ
محمولا على كرسي متحرك
تدفعه الريح المنبعثة
من تدافع فوضى إنهيار خشباتهْ
ومن انبعاث روائح بقايا طوائفهْ
والآن تأخذك الذكرى
لخوفكْ
كأنك مرة أخرى
جالس على مقهى "دوار الزراعة"
تدخن ألم أحلامكْ وتراقب ملابس الطالبات المسرعات إلى الجامعة..
والعائدات من تنظيف توابيت حريتهن
وتشاهد أقلام "حراس الوطن" تصف إتجاهك وتولد رعبا في رعبكْ!!
وعلى مقهى "دوار الزراعة" كان سمك خيالكْ يسبح في دخان رحيلكْ
ومن دخان سيجارة صديقتك، يأخذك دوار في مقهى برليني فتحدثها عن خوفكْ من دخان احتراق آخر كلمات على سطح الوطن، الذي تركته أو ترككْ، وهو يتهاوى بين جيوب "حراسه"..
وكل ما يمكن أن تفعله، أن تتذكره وأنت خائفا من أية كلمة قد تخرج تلقائيا وأنت جالس في مقهى على دوار الزراعة في المدينة التي تخاف أن تبوح بجمال بحرها..
وأنت الآن جالس في مقهى ملونا بثلج برلين تتحدث لها عن خوفكْ من أن يكون "العودة لوطنكْ" التي حلمت بها كثيرا وأنت نائما على بطنها من أن تكون فقط عودة لحضور جنازته...
اللاذقية98- برلين 2006-01-05
0 Comments:
Post a Comment
<< Home